بسم الله و الصلاة و السّلام على رسول الله، السّلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته متابعي قناة و مدوّنة سوق عمر المختصّة في علم الطيور و خاصّة الكناري منها و الحسّون.
تَتزاوج الطيور في البريّة في فصل الربيع على العُموم و لكن الطيور التي نُربيّها نحن عادتًا ما يكون موسم التَزاوج مُبكرًا كأن يكون في شهر 11 أو 12 ( نوفمبر أو ديسمبر ) و يَختلف مَوسم التّزاوج من مكان لآخر و من بلد لآخر مَع العلم أنّ الحرارة و الغذاء و الضوء و وُجود الذكر بجانب الأنثى، متى إجتمعت هذه العَوامل الأربعة يُمكِننا أن نقوم بالتَزويج أولاً نَبدأ بإختِيار الأزوَاج المُناسِبة قبل حُلول موسم التّزاوج و نقوم بوَضع الأزواج قَبل شهر من دُخول المَوسم حتّى يتّم التَعارف و التآلُف بينَهما في قفص مُزدَوج ( 40x30x30 ) و نَفصل بين الذّكر و الأُنثى بِفاصل أو حَاجز حتّى نَرى الأزوَاج جَاهزة للتّزاوج ثمّ نَقوم برفع الفَاصل بينَهما.
كَيف يتمّ مَعرفة أنّ الزوج ( الذكر و الأنثى ) جَاهزان للتّزاوج؟
يُصبح الذكر يُغنّي بقوّة و بدون إنقِطاع طَوال اليوم و هذا ما يُسمّى بالهَيجان و تقوم الأنثى بالردّ عَليه إستِجابة لنِدائه لهَا بأنّها جَاهزة للتّزاوج و عليه تقوم الأنثى بتحريك الأجنِحة و من ثُمّ تقوم ببناء العُش و في هذا الوقت بالذّات يتمّ نزع الفاصل بَينهُما، من عَلامات جُهُوزيّة الأنثى أن يُلاحظ أنّها تَقوم بنتف ريشَها حتّى تبني به العُشّ و نُلاحظ كَذلك تَساقط الريش في مِنطقة بطن الأُنثى و هي الصَفائح التّي سَتستعملُها الأنثى لِتحضين البَيض، الصَفائح هُو جِهاز يُوجد عند الإنَاث دُون الذُكور وتَستعمِلها في نقل الحَرارة من جسم الطائر إلى البيض المَحضون.
متى يتمّ نزع الحَاجز و في أيّ وقت؟
يتمّ نزع الحاجز عند غُروب الشّمس كما يتمّ نزع مُجثّم و ترك مُجثّم واحد و هذا لكي يَنام الذّكر بجانب الأنثى و الغاية من ذَلك هي تفادي الشّجَار الذي سيحدث بينهُما في الفترة الأولى و هذا بإجبَارهِما على النّوم معًا بمعنى الواحد جانب الآخر كي يَستيقِظان الواحد أمام الآخر و يتمّ بذلك تفادي الشّجار، قبل الشُروع في عَمليّة التّزاوج أحيانًا يَسبِقُها شِجار بَين الذّكر و الأنثى و رَيثما يَزول ذَلك الشّجار ليَعود الهُدوء من جديد و يقوم الذّكر بإِطعَام الأنثى و هي عَلامة على الرغبة في التّزاوج.
التَزاوج: تَبدو الأُنثى قَلقة و عصبيّة و تَطلق بين الحِين و الآخر أصوات و هو نداء مُوجّه للذّكر للتّزاوج و تَطير هُنا و هُناك في حِين يكون الذّكر في حَالة هيجَان و ثَابت في مَكانه يُغنّي بِقوّة تَارة و يُطعم الأنثى تَارتة أخرى و من ثُمّ يقوم الذّكر بِرقصة التّزاوج و هي أن يَكون يُغرّد بِقوّة و فاتح جنَاحيه و ذيلِه و يُحرّك رأسَه يمينًا و شِمالاً، بَعد هَذا مُباشرة تتمّ عمليّة التّزاوج فتستقرّ الأُنثى على مُجثّم دُون حَركة و يَأتي الذّكر ليقفز فوق ظَهرها و يُقرّب ذَيلهُ من ذيلهَا و تتمّ عمليّة التَلقيح، (مُلاحظة) يَلعب المُجثّم دورًا هامًا في عمليّة نجاح التلقيح و يَتمثّل ذلك في أن يَكون المُجثّم مُثّبت جيّدًا و الأفضل أن يكون من خشب ليتمّ التثبيت بصورة جيّدة كما يُساعد الريش الذي حول فتحة المَجمَع في التوجيه السليم للنطاف.
بناء العُش: يُوجد عدّة أنواع من الأعشاش في السوق مِنها المَصنوعة من الحديد أو من البَلاستيك أو من الطين أو من القصب و كما يُوجد ما يُعلّق من الخَارج و ما يُعلّق من الداخل و يتم تعليق العُش في مكان مُرتفع من القفص وبعد إتمام عمليّة التَزاوج يُمكن أن نضع خيوط الخيّشة مع قليل من القطن أو الصوف حتّى تتمكّن الأنثى من بناء العُش بطريقة سَليمة فيُصبح مُريح و يحافظ على الحرارة... مُلاحظة: إن لم يكن العُش مَبنيًا بطريقة جيّدة فقد يترتّب عنه تأخّر الفقص أو موت الفراخ داخل البيض لتَعرُضّهم للبرد أو تيّار هوائي، تدوم عمليّة بناء العُش في 3 أيّام أو أسبوع على أقصى تقدير و قد يُساعد الذكر الأنثى في بنائِه.
وضع البيض: عند إنتهاء الأنثى من بناء العُش تصعد و تجلس داخله و هو علامة على قُرب وضع البيض، يتمّ وضع البيض بعد أسبوع من التّزاوج على الأكثر و تبيض الأنثى في الصباح الباكر بعد خروج أوّل ضِياء للشّمس ثمّ تقوم الأنثى بوضع البيض واحدة تلوى الأخرى و يفصل بينَهما يوم إذا كانت الأنثى في حالة جيّدة أو يومين، بعد أن تضع الأنثى أوّل بيضة يَجب نزعها قبل مرور 4 ساعات كي لا تبدأ البيضة في النمو ( حتى لا يتكون القلب و يبدأ في الخفقان ) و هذا لحفظها في مكان دافئ مثل القطن أو في وسط البذور أو ما شبه ذلك و يتمّ وضع بيض مُزيّف مكان البيض المنزوع حتّى لا تهجر الأنثى العُش و يُمكن الإحتفاض بالبيض دون تحضين كحد أقصى من 8 إلى 10 ايام.
مرحلة التحضين: بين تاريخ التزاوج و تاريخ وضع البيض يوجد أسبوع على الأكثر و بين تاريخ تلقيح البيضة داخل المبيض و تاريخ وضعها يوجد 48 ساعة، تقوم الأنثى بالتحضين و نادرًا ما نجد ذكر يُساعد الأنثى في التحضين و هذا عندما تُغادر الأنثى العُش لكي تأكل أو تشرب و عندما تكون الأنثى تحضن البيض يقوم الذكر بإطعَامها، تدوم عملية التحضين من 13 إلى 15 يوم و هذا حسب درجة حرارة العُش و حرارة الجوّ.
مرحلة فقس البيض: يبدئ الفرخ بالحركة داخل البيضة و يقوم بثقب الوسادة الهوائيّة التي تسمح له بالتّنفس ثمّ يتكوّن في منقار الفرخ ما يسمّي ب ( Diament ) أو الماس و هو مُثلث يكون في المنقار صُلب و قوي يساعد الفرخ على ثقب البيضة من الداخل و سُرعان ما يختفي بعد الفقس مباشرة ليصبح مِنقار الفرخ طري، تقوم الأنثى إمّا بنزع البيض و رميه خارج العُش و إمّا بأكلِه وعندما يخرج الفرخ من البيضة يكون شكله مبلول و ريثما يجفّ، يظهر فيه ريش دقيق على شكل شعر أبيض و يقوم الفرخ بمدّ رأسه للسماء و فتح فمه و إصدار صوت يطلب فيه الطعام من الأبوين.
الفطام: بعد المرور من هذه المحطّات نصل إلى المرحلة الأخيرة وهي إخرج الفراخ من جانب الأبوين و وضعهم في قفص آخر جديد كي يعتمدوا على أنفسهم وهذا يكون عندما تصل الفراخ إلى اليوم 35 من فقص البيض و بعد فصل الفراخ عن الأبوين تُعيد الأنثى ترتيب العُش تمهيدًا للتزاوج مرّة أخرى، بهذه الخطوات أصل إلى نهاية كتابة هذا المقال في أمل اللّقاء مُجدّدًا بنصائح أخرى تُفيدُنا و تُفيدكم ومن هنا إلى ذاك الوقت أستودعكم الله الذي لا تَضيع ودائعه و السّلام عليكم ورحمة الله وبركاتُه.